مسئولية الفتوى بين المفتى والمستفتى

بسم الله الرحمن الرحيم

الفتوى هى نوع من أنواع تعلم العلم وذلك بغرض رفع اللبس و كشف الإشكال عن النفس .

فالفتوى سلاح ذو حدين فإن لم نتقن فن الإستفتاء فلن نفلح ابدا فى أن نحصل على فتوى صحيحة مما يعرضنا لضياع الكثير من ديننا و فوات الكثير من الثواب و ربما و العياذ بالله أن تؤدى بنا فتوى واحدة الى الندم فى الدنيا و الآخرة فمسؤلية المستفتى عن الفتوى لا تقل أهمية عن مسؤولية المفتى و لذلك كان هذا الموضوع لنوضح فيه أهمية الفتوى و مسؤلية المفتى و المستفتى عنها .

فكما للفتوى أصول و كما تحكم المفتى ضوابط شرعية و عليه واجبات , فأيضا على المستفتى واجبات لابد أن يتعلمها قبل طلب الفتوى او السعى للحصول عليها لأن الكثير من الناس يجتهد للحصول على فتوى محدده تبعا لهواه لتريحه من عناء مشكلة معينة ولا ينظر بعين الشرع ما إذا كانت هذه الفتوى تتماشى مع حالته أم لا و ما إذا كانت هذه الرخصة يجوز له الأخذ بها أم لا ,

و النموذج الثانى من الناس هم الذين لا يتقنون أعمالهم فهو يريد أن يعرف حل مسأله محددة
لكنه لا يريد أن يرهق نفسه فى البحث عن من يصلح لأن يستفتيه فيقوم بسؤال اى شخص ظاهره الصلاح و العلم بغض النظر عن صحه علمه هذا من عدمه و هذا يقع فى خطأ عظيم لأن هناك الكثير من البشر سواء غير مخلصين لله عز و جل أو هم من شياطين الإنس المتسترين تحت عباءة الدين فهم يستغلون هؤلاء الجهال المتبعين لهواهم أو هؤلاء المهملين فى حق دينهم ليفتوهم بما تهوى أنفسهم أو بما يمليه عليهم أعوانهم من شياطين الجن و هذا ما أخبرنا به الله تعالى فى كتابه الكريم حين قال :

وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا

وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) سورة الأنعام

» مسئولية الفتوى بين المفتى والمستفتى
» خوف وتهيب الصحابة من الفتوى