أعلم يقينا أننى أدخل حقل الألغام بهذا العنوان الصادم لأصحاب العقول السطحية والأقلام الحنجورية ممن ملئوا المنتديات والذين لا يفرقون بين حرق المصحف ككتاب كأى كتاب يحتوى كلام الله الذى لايحترق أبدا لأن مكانه فى الصدور لا فى السطور والأوراق التى نحرقها جميعا حتى لا تلقى فى مكان لا يليق بها وبها بعض كلام الله تشريفا له
و بعد إعلان القس الأمريكى تيرى جونز بسحنته التى عليها غضب الله بعزمه حرق المصحف فى ذكرى 11 سبتمبر حتى يحصل على بعض الشهرة له ولكنيسته التى لا يدخلها أكثر من 30 نفر والأشيا مش معدن معاه فلا يجد غير المسلمين بالطبع للتطاول عليهم
والمدهش أنه كرجل دين متعصب يرمز لدين سماوى سمح شعاره أحبوا أعدائكم ولكنه أمريكانى أيضا ومفيش مانع من كام حركة كدة فى بلد أى حد ممكن يعمله مذهب والناس تتلم حواليه حتى لو كان ميسواش ربع جنيه
وقد ربط بسلامته حرق المصحف الشريف بمنع بناء مركز إسلامى بالقرب من موقع البرجين الشهيدين وراسه وألف جزمة كلاركس قديمة أنه يلغى بناء المركز ولو كانوا عايزين يبنوه يروحوا يبنوه جنب البيت الأبيض إذ ربما يتم ضبط أوباما وهو يتردد عليه فيظهر إسلامه المختفى فيتم طرده من البيت الأبيض على جمل ولا مؤاخذه عفى
وقد افتى سماحة القس بأن المسلمين ليسوا أعداءه بصحيح حتى يحبهم كما يأمره المسيح وذلك لأنهم بقوا خايبين ومستضعفين وبالتالى لم يعودوا من صنف البنى آدمين وأنه من كتر فهمه للإنجيل قد صار يقرأه فى الضلمة من غير ما يشوف ولا كلمة
وقد استغرب كافة قادة العالم الإسلامى من موقف الرئيس أوباما من القس ومن كم الإستعطافات والتراجى لسيادته حتى يتراجع حفاظا على أرواح الجنود الأمريكان فى العراق وأفغانستان وحماية المجتمع الأمريكى من سطوة المتطرفين المسلمين وكيف لم يتم شحن ذلك القس فى العمبوكة الأمريكانى لأقرب قسم تابع للأف بى آى وحجزه فى أى أوضه ضلمة لحد الذكرى ما تمر على خير وما حدش ينضر ويا هاوس ما دخلك شر
وقد انبرى معظم القادة الكرام فى إعلان الأستنكار والشجب والأنتظار لحد ما جناب القس يزهق وينام يمكن يشوف بن لادن فى المنام وهوا بيهدده بحرق الأنجيل مع كام إصحاح لحد الصباح
وقد انتاب المسلمين فى العالم حالة فزع واندفعوا بتحذير أمريكا بالويل والثبور وعظائم الأمور وأن الله سوف يبتلى أمريكا بالحرائق والكوارث التى تمحوها من الوجود وأنهم ربما يصحوا ويجدوا تمثال الحرية غرقان كله فى المية أو تحترق كل أفلام هوليوود كما أحرق صالح كامل أفلام صفاء أبو السعود
وهكذا ينتظر المسلمون دائما أن تنتقم لهم السماء من كل من يتطاول على مصحفهم الذى ترك موقعه فى الكثير من الصدور وصار السلسلة الذهب التى تعلق على الصدور أو على تابلوه السيارة ومن تحته الكاسيت شغال وبه يغنى نجم الجيل الصاعد خليها تاكلك
والقس الذى أحدث كل هذا الفزع أثبت بالفعل أنه راجل مش جدع وبق على الفاضى وتراجع فى آخر لحظة عن تهديده ووعيده وأنه لو حرق المصحف تنقطع إيده وأعلن تجميد دعوته للحرق على غرار تجميد بناء المستوطنات حتى يقرأ القرآن لأنه لم يقرأه أصلا على اعتبار أن المسلمين والعرب بيحبوا حكاية التجميد دى أوى واللى عايز يتلوى يتلوى ويكفيه أنه تلاعب بمليار ونص من المسلمين قبل عيد الفطر وهوا مايسواش شلوتين
ولم يندفع عالم من العلماء الأفاضل أو خبير من الخبراء اللى دوشونا على الفضائيات ويقول يا عالم القرآن ليس كتابا ولا سطورا صماء ولو أراد الله عز وجل أن يسطره على السحاب فى السماء أو على صفحات الماء لفعل ولكنه يريده فى الصدور لا الأوراق وهو حافظه إلى يوم الدين بدون نقشه بماء الذهب على الحيطان أو وضعه فى علب الحرير فى الأركان وأنه الذكر الحكيم ليذكر الناس ما قد نسوه ولم يعد كثير منهم يسمعوه
وليتنا نحرق المصحف كل عام على رؤوس هؤلاء الأقزام