فضيحة التليفزيون الرسمي للدولة

فضيحة التليفزيون الرسمي للدولة

جمال سلطان | 14-10-2010 01:11

تمطع الملياردير نجيب ساويرس أمام كاميرات التليفزيون الرسمي للدولة قبل يومين من أجل أن يتمسخر بقضاء الدولة ومؤسسة العدالة فيها ويطعن أمام المذيعة اللطيفة جدا والمؤدبة زيادة عن الحد مع آل ساويرس فقط ، لميس الحديدي ، يطعن في جدية القضاء ونزاهته ، وأنا لا أعرف سرا لهذه الخصوصية التي يحظى بها آل ساويرس في تليفزيون الدولة ، ومع لميس الحديدي بالذات ، هذا هو اللقاء السابع أو الثامن لها مع آل ساويرس في عام واحد فقط ، في حين أن بعض كبار رجال الأعمال المحترمين في مصر لم يحظوا بطلة واحدة على شاشة تليفزيون الدولة الرسمي ، رغم أنهم أفضل من ساويرس ألف مرة ، لأنهم بنوا لمصر أهرامات اقتصادية بدون الهبر من البنوك الوطنية ، وكل استثماراتهم بالكامل داخل مصر ولخير مصر، هل يذكر أحد أن هناك لقاءا تليفزيونيا خلال الخمس سنوات الماضية أجرى مع الرجل العصامي الكبير ، الحاج محمود العربي ، في الوقت الذي يحظى فيه ساويرس بهذا الحضور الدائم ، رغم أنه يملك قنوات فضائية "ملاكي" يظهر فيها وقتما يشاء ، ويقدم فيها بنفسه برامج كمذيع هاوي ، ربما يعود الأمر إلى أن ساويرس يبحث منذ أكثر من عام عن رئيس لقناته الرئيسية ، ربما ، ولعله يعثر على ضالته في بعض مذيعات التليفزيون الرسمي للدولة .

لم يكن من اللياقة ولا حضور شخصية مقدم البرنامج ولا إحساسه بالمسؤولية أن تترك لميس الحديدي المساحة للملياردير القبطي أن يتطاول على المفكر الإسلامي الكبير الدكتور محمد سليم العوا ويصفه بأنه لا هو مفكر ولا دكتور ، ويهزأ من حواراته وكتاباته الأخيرة ، والأعراف تلزم تليفزيون الدولة أن يمنح الدكتور العوا مساحة مماثلة للرد على هذه الافتراءات وقلة الذوق ، وأن يدافع عن نفسه ، لأنه أهين من خلال التليفزيون الرسمي للدولة ، على لسان رجل أعمال على الضفة الأخرى الدينية من العوا ، وكان من أبسط مبادئ المهنة أن تتدخل المذيعة وتمنع ضيفها من الإساءة إلى أطراف غير موجودة في الحلقة ، وأن تمنعه من التجريح والتطاول ، وإن فلتت كلمة أو جملة يلزمها ـ مهنيا ـ أن تعتذر فورا لمن صدرت ضده الإساءة وتؤكد على أن البرنامج والتلفزيون الرسمي لا يقبل الإساءة إلى شخصية فكرية مرموقة مثل الدكتور العوا في برامجه ، وبغير حضوره ، لكن لميس لم تفعل ، لأنها أتت بنجيب من أجل تلميعه وأن يطل بحكمه وإلهاماته على المجتمع .

الأسوأ مما حدث مع العوا هو ما حدث مع القضاء المصري الذي امتهنه نجيب ساويرس بصورة غير مسؤولة ، وصمتت على تلك الإهانة مذيعة تليفزيون الدولة دون أن ترده أو توقفه ، لقد تحدث نجيب عن قضية مقتل عدة مواطنين أقباط ومواطن مسلم في أحداث وقعت قبل عدة أشهر في المنيا ، وغمز في القضاء المصري بأنه يتعمد إهمال القضية وتأخير البت فيها وإطالة أمدها في إشارة إلى اتهامه للقضاء بالتستر على مرتكبي الجريمة ، وهو نفس الكلام الرديء وغير المسؤول الذي يردده المتطرفون من أقباط المهجر ، لكن الفارق أن كلام هؤلاء المتطرفين وجد طريقه إلى الرأي العام عبر تليفزيون الدولة الرسمي ، أي أنه في المحصلة إهانة القضاء المصري تتم من خلال تليفزيون الدولة ، أضف إلى ذلك إشارات التحريض والتهييج التي أرسلها خلال الحوار من الحديث عن قتل مسيحيين أيام عيدهم ، وصبي صغير من حق أمه أن تفرح به ، ونحو ذلك من إشارات ، دون أن يلتفت إلى أن هناك قضايا موازية متهم فيها مسيحيون بالقتل أيضا والاغتصاب ، وتأخذ مداها في القضاء ويتم تأجيلها منذ أشهر طويلة ، ليس لسبب متعلق بالقضية وأطرافها ، وإنما لأسباب تتعلق بإرهاق القضاء وضخامة عدد القضايا التي وصلت إلى الملايين سنويا ، حتى أن القاضي ينظر أحيانا في أكثر من مائتي قضية في اليوم الواحد ، فعندما يقتطع نجيب ساويرس هذه القضية فقط لكي يصورها كأنها هي وحدها التي تتأخر ـ بفعل فاعل ـ في القضاء ، فهو طعن في كرامة القضاء المصري وتشهير به ، واتهام غير لائق لحياديته ونزاهته ، ووصم له بالطائفية ، وجرأة ما كان له أن يقدم عليها ساويرس في قناته الملاكي ، فيكف يجرؤ أو يجرئه عليها مذيعة في التليفزيون الرسمي للدولة .

لقد تقمص أنس الفقي وزير إعلام الحزب الوطني شخصية البطل المدافع عن القانون والوطنية واتخذ قرارات وحشية بإغلاق عدة قنوات إسلامية مستندا لشعارات فضفاضة بدعوى مخالفتها لشروط التعاقد والمواثيق الإعلامية ، ولم يجرؤ على نشر حيثيات خرقها لتلك المواثيق والتعاقدات ، فهل كانت تلك المواثيق تمنح تليفزيون أنس الفقي الحق في إهانة قضاء الدولة والتشهير به علنا ، أو منح رجل أعمال مسيحي الحق في إهانة رمز فكري إسلامي من خلال تليفزيون الدولة أو استثارة وتهييج مشاعر الأقباط .
يا دكتور أنس ، عندما يكون بيتك من زجاج فلا تقذف الآخرين بالحجارة .

http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=40957

لا حول ولا قوة الا بالله
تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال

لا حول ولا قوة الا بالله
تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال

» فضيحة الرافضة
» فضيحة دوبلير كاميليا شحاتة ومحاولات الكنيسة الفاشلة
» فضيحة ..بعد إيقاف الفضائيات الإسلامية النايل سات تسمح ببث قناة الكرمة...