فلنبحر معاً! …

فلنبحر معاً! …





ما أجمل أن يقف الزوجان على شاطئ الحياة يعلن كل واحد منهما عجزه عن الإبحار لوحده فيقول هو: أحتاجك يا نصفي الآخر وتقول هي: لا غنى لي عنك يا رفيق الدرب...
رائع أن تكون تلك العبارات بين الزوجين لأنها حتماً ستؤثر في قلبيهما وينعكس ذلك على الحياة الزوجية.



ما الذي جعل العلاقة بين الزوجين تصل إلى حد الرسمية إلا تلك الجفوة التي هي من صنع أيديهما فأصبحت وظيفة الزوج في بيته إلقاء الأوامر بكل جفاء وقسوة ولابد على الزوجة أن تنفذها في الحال وإلا كانت هناك عقوبة تنتظرها!! فأصبح وجود الزوج بالنسبة لها بل و لأبنائه غير مرغوب فيه..
دعونا نبحر ونوقف سفينتنا على شاطئ سيرة خير خلق الله ونرى كيف هو مع زوجاته صلى الله عليه وسلم
تقول حبيبته وبنت أحب الرجال إليه عائشة رضي الله عنها : كنت أشرب فأناول النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فيّ، وأتعرق العرق فيضع فاه على موضع فيّ. رواه مسلم



والعَرْق: العظم عليه بقية من اللحم وأتعرق أي آخذ عنه اللحم بأسناني..بأبي أنت وأمي يا رسول الهدى لم تشغله أمور الحياة عن أن يدخل السرور على قلب زوجته بفعل تحبه كل امرأة.
بل كان صلى الله عليه وسلم يعلن حب زوجاته فيقول عن خديجة "إنى رزقت حُبها". رواه مسلم
وكان يواسي زوجاته ويمسح دمعاتهن بيده



(أن النبي صلى الله عليه وسلم حج بنسائه فلما كان في بعض الطريق نزل رجل فساق بهن فأسرع فقال النبي صلى الله عليه وسلم كذاك سوقك بالقوارير فبينما هم يسيرون برك بصفية بنت حيي جملها وكانت من أحسنهن ظهرا فبكت وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أخبر بذلك فجعل يمسح دموعها بيده.... الحديث) المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 7/621
إذاً فالحياة الزوجية إن بنيت على الود والعطف المتبادل حلقت طيور الأنس فوق الزوجين بشكل جمالي يدغدغ مشاعر القلب لكلا الزوجين.


فيا أيها الزوج المبارك زوجتك تحتاج عطفك وإحساسك بمشاعرها..
ويا أيتها الزوجة الكريمة زوجك بحاجة إلى لمسات الحب الناعمة وتقديراً منك لإحساسه بك.