السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليكم نبذة عن الدروس المستفادة من غزوة حنين
التى نحتاج اليها لإستنهاض الهمم
كانت غزوة حنين فى شهر شوال العام الثامن من الهجرةيقول أصحاب السير: لما فتح الله تعالي لرسوله مكة أطاعت له قبائل العرب وأسلموا الا هوازن وثقيف فانهم كانوا عتاة، فاجتمع أشرافهم فقالوا :ان محمدا قاتله قوم لم يحسنوا القتال ولم يكن لهم علم بالحرب فغلب عليهم فانه سيقصدنا فرأوا أن يبدأوا بقتاله، وكان علي هوازن مالك بن عوف النضري وعلي ثقيف قائدهم قارب بن الأسود، فاجتمعوا في أربعة ألاف مقاتل وخرجوا بأموالهم ونسائهم وأولادهم لئلا يفروا، وبعث مالك بن عوف عيونا من رجاله فأتوه وأخبروه بأنهم قد رأوا رجالا بيضا علي خيل بلق فما رده ذلك عما يريد، ولما سمع النبي صلي الله عليه وسلم بذلك أرسل اليهم عبد الله ابن أبي حدرد وأمره بالدخول في الناس فدخل عليهم حتي سمع وعلم ما أجمعوا عليه من حرب المسلمين فأجمع الرسول صلي الله عليه وسلم المسير الي هوازن واستعار من صفوان ابن أميه - وهو يومئذ مشرك- السلاح، واستعمل علي مكة "عتاب ابن اسيد"- وهو يومئذ ابن واحد وعشرين عاما- ومعاذ بن جبل اماما ومفقها لمن بها ، وخرج النبي صلي الله عليه وسلم عامدا الي حنين معه ألفان من أهل مكة وعشرة ألاف من أصحابه الذين فتح الله عليهم فكانوا اثني عشر ألفا، فخرج بهم من مكة الي حنين يوم السبت لست خلون من شوال من العام الثامن للهجرة، فقال رجل"لن نغلب اليوم من قله" فشق ذلك علي رسول الله صلي الله عليه وسلم، فلما كان العشاء جاءه فارس فأخبره أن هوازن قد خرجت علي بكرة أبيهم بظعنهم ونعمهم وشائهم فتبسم النبي صلي الله عليه وسلم وقال "تلك غنيمة للمسلمين غدا ان شاء الله".
وأمر عمه العباس أن ينادي الانصار فنادي :يا معشر الأنصار وأمره ان ينادي بني الحارث بن الخزرج فتجمعوا حوله، ونزل النبي صلي الله عليه وسلم واستنصر وقال اللهم انزل نصرك، ثم أخذ حصيات فرمي بهن في وجه القوم ثم قال :انهزموا ورب محمد ففروا مدبرين فذلك قوله :
(لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين اذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الارض بما رحبت ثم وليتم مدبرين*ثم أنزل الله سكينته علي رسوله وعلي المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين)، ففر المشركون من أمام جيش المسلمين وعقد رسول الله صلي الله عليه وسلم لواء دفعه الي أبي عامر الأشعري – وهو عم أبي موسي الأشعري- لتعقب الفلول الهاربة من هوازن فقتل رضي الله عنه وحمل الراية عنه أبو موسي الأشعري فلما بلغ رسول الله صلي الله عليه وسلم ذلك قال :
(اللهم اغفر لأبي عامر واجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك) ,
وأمر النبي صلي الله عليه وسلم بالسبي والغنائم أن تجمع فكانت ستة ألاف رأس والابل أربعة وعشرون ألفا والغنم أكثر من أربعين ألف وأربعة الاف أوقية من الفضة وحبس الغنائم الي أن فرغ من غزوة الطائف .وقد كره المسلمون نساء السبي اذ كن ذوات أزواج فاستفتوا النبي صلي الله عليه وسلم فنزلت
(والمحصنات من النساء الا ما ملكت أيمانكم)" النساء/ 24 فأعلمهم أن نساء السبي حلال للسابين وأن النكاح مرتفع بالسبي وأمرهم ألا توطأ حامل حتي تضع حملها ولا غير ذات حمل حتي تحيض حيضة، واستشهد في هذه الغزوة أربعة من المسلمين ومن المشركين أكثر من سبعين قتيلا. ولما فرغ النبي صلي الله عليه وسلم من حنين سار الي الطائف يريد جمعا من هوازن و ثقيف هربوا وتحصنوا بحصن الطائف فعسكر عند موضع مسجد الطائف اليوم، و حاصرهم بضع عشرة ليلة ونصب عليهم المنجنيق ورماهم، فكان أول منجنيق ينصب في الاسلام ، واعتق رسول الله صلي الله عليه و سلم من نزل من الحصن ومنهم أبو بكرة نفيع بن الحارث رضي الله عنه,
ولما حاصر رسول الله صلي الله عليه وسلم الحصن فلم ينل منهم شيئا ,قال : انا قافلون غدا ان شاء الله، فثقل عليهم وقالوا:"نذهب ولا نفتحه"، فقال صلي الله عليه وسلم :"اغدوا علي القتال" فغدوا فأصابهم جراح, فقال:انا قافلوا غدا ان شاء الله، فأعجبهم فضحك النبي صلي الله عليه وسلم .وأمر أصحابه أن يقولوا وهم عائدون:لا اله الا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وهزم الاحزاب وحده، فلما ارتحل قال: قولوا : ايبون عابدون لربنا حامدون, ولما قيل له ادع علي ثقيف، قال:"اللهم اهد ثقيفا وائت بهم".
واستأني رسول الله صلي الله عليه وسلم بهوازن - أي انتظر أن يقدموا عليه مسلمين - بضع عشرة ليلة ثم بدأ يقسم الأموال
وعن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما قال:أتي رجل بالجعرانه – منصرفه من حنين- وفي ثوب بلال فضة، ورسول الله صلي الله عليه وسلم يقبض منها ويعطي الناس فقال: (يا محمد اعدل)، فقال:ويلك ومن يعدل اذا لم أكن أعدل؟؟ لقد خبت وخسرت ان لم أكن أعدل، فقال عمر بن الخطاب :
يا رسول الله أفأقتل هذا المنافق؟، فقال معاذ الله أن يتحدث الناس أني أقتل أصحابي، ان هذا وأصحابه يقرأون القرأن لا يجاوز تراقيهم ويمرقون منه كما يمرق السهم من الرمية،
وكان هذا تنبؤ بظهور الخوارج الذين ظهروا في صدر عصر الخلفاء الراشدين، وأراد رجل أن يقتل رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو شيبة بن أبي عثمان بن أبي طلحة – وكان أبوه قد قتل يوم أحد - فلما أقبل علم أنه ممنوع منه فناداه صلي الله عليه وسلم وقال له :"يا شيبة ادن",ووضع يده علي قلبه فاستخرج الله الشيطان من قلبه، فرفع بصره الي النبي صلي الله عليه وسلم فهو أحب اليه من سمعه و بصره فأمره النبي صلي الله عليه وسلم أن يقتل الكفار .فلما رجع رسول الله صلي الله عليه وسلم الي معسكره دخل عليه شيبة فقال يا شيبة الذي اراد الله خير مما أردت لنفسك ثم حدثه بما اضمر في نفسه مما لم يذكره لأحد قط، فأسلم شيبة وسأل رسول الله صلي الله عليه وسلم ان يستغفر له فاستغفر له.
ثم قدم وفد هوازن مسلمين , فسألوه أن يرد اليهم سبيهم وأموالهم، فخيرهم النبي صلي الله عليه وسلم بين السبي و المال فاختاروا السبي فقام صلي الله عليه وسلم فأثني علي الله بما هو أهله ثم قال :أما بعد فان اخوانكم قد جاءوا تائبين، واني قد رأيت ان أرد اليهم سبيهم فمن أحب منكم أن يكون على حظه نعطه من أول ما يفئ الله علينا فليفعل، فقال الناس قد طيبنا ذلك يا رسول الله "4",فردوا الى الناس أبناءهم ونساءهم وعاد مالك بن عوف تائبا فرد عليه النبى صلى الله عليه وسلم أهله و ماله وأعطاه مائة من الابل، وحسن اسلامه واستعمله النبي صلي الله عليه وسلم علي من أسلم من قومه.ثم خرج معتمرا من الجعرانة ثم عاد الي المدينة وكان ذلك في ذي القعدة من العام الثامن للهجرة.
ثم أسلم أهل الطائف في رمضان من سنة تسع للهجرة وذهب وفدهم الي رسول الله صلي الله عليه وسلم في المدينة وسألوه أن يدع لهم صنم "اللات" لا يهدمها ثلاث سنوات، فأبي فما برحوا يسألونه سنة فيأبي حتي سألوه شهرا واحدا فأبي، وأرسل معهم المغيرة بن شعبة ( وهو من ثقيف) وأبا سفيان ليهدماه ,وأمر عليهم عثمان ابن ابي العاص وكان من أحدثهم سنا وذلك لانه كان من أحرصهم علي الفقه في الدين وتعلم القران .
هذا عرض مختصر لأحداث غزوة حنين وما تبعها حتي دخول هوازن وثقيف في الاسلام وقد اشتملت هذه الغزوة الجليلة علي العديد من الفوائد التي نحاول استخلاص بعض منها:-
الفائدة الاولي:-
ان الكثرة و القلة ليست عليهما مدار النصر والهزيمة في المعارك الحربية :
فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله والله مع الصابرين، بل ان المعول الأساسي هو في الصبر والتقوي والترفع عن الآثام والخطايا، فالصبر والتقوي يستحق بهما الجيش استنزال ملائكة الله ونصره ، (بلي ان تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة الآف من الملائكة مسومين), فللعقيدة الصحيحة والصبر في الدفاع عن الحق قوة تفوق قوة الساعد والسيف ,والمبادئ – عامة - انما تنتصر بعمق ايمان أصحابها بها واخلاصهم في الدفاع عنهم وليس بكثرة أعداد المنتسبين اليها.
الفائدة الثانية:-
ان الاغترار بالقوة أول طريق الهلاك و أن الاغترار بالكثرة و الزهد في القلة من أعمال الجاهلية:-فحينما اغتر المسلمون بقوتهم وسمع في صفوفهم "لن نغلب اليوم من قلة" ابتلاهم الله وأذاقهم مرارة الكسرة و الهزيمة لكي يطأ من رءوس رفعت بالفتح ولم تدخل الحرم كما دخله رسول الله صلي الله عليه وسلم واضعا رأسه منحنيا علي فرسه تواضعا لله , ولكي يعملهم أن الله هو الذي يتولي نصر دينه لاكثرتهم، ,فلما انكسرت قلوبهم أرسل اليها خلع النصر مع بريد الجبر , فهو سبحانه انما يخلع نصره علي اهل التواضع "ونريد أن نمن علي الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين"..."القصص"
وكذلك لما اغترت قريش بقوتها – يوم بدر- وغرهم الشيطان بقوله "لا غالب لكم اليوم من الناس" لقوا الهزيمة علي أيدي المسلمين وهم حينئذ حوالي ثلثهم في العدد.
*
الفائدة الثالثة"
حرص رسول الله صلي الله عليه وسلم علي عقيدة التوحيد الخالص:-ويتجلي ذلك واضحا في انكاره صلي الله عليه وسلم علي المحاربين حين طلبوا أن يجعل لهم شجرة يتبركون بوضع أسلحتهم عليها كما يفعل المشركون فقالوا له " اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط " ,وتعاظم انكاره عليهم حتى شبه هذه المقالة بمقالة أصحاب موسى له " اجعل لنا الها كما لهم ألهة"، ومن ذلك يتبين حرصه علي التوحيد الخالص فهو أساس دعوة الاسلام ولبه , واشتداده في النهي عن الشرك ومن أول سبله التبرك بالحجر أو بالشجر فنهي عن ذلك احتياطا وشبهه بأعلي درجات الشرك وهو اتخاذ اله مع الله لكي يعلموا أن الله وحده بيده النفع والضرر فتتعلق قلوبهم به وحده دون سواه، وقد تبعه عمر بن الخطاب رضي الله عنه بقطع شجرة بيعة الرضوان التي ذكرها الله تعالي في كتابه العزيز لما رأي من تبرك الناس بها.
كما أن النبي صلي الله عليه وسلم رفض أن يدع لثقيف – حين أسلمت – طاغيتهم "اللات" الي أي أجل مسمي، بل أرسل معهم من يهدمه حين رفضوا فعل ذلك بأيديهم بمجرد القدرة علي ذلك , فالايمان بالله يستلزم الكفر بالطاغوت ولا يستقيم ايمان بالله مع الابقاء علي الاصنام، و لا يجتمع التوحيد مع الشرك و لا يتفق التوحيد مع التثليث، حقيقة قد قبل رسول الله صلي الله عليه وسلم اسلام ثقيف حين اشترطت أن لا صدقة عليهم ولا جهاد، ولكنه لا يقبل أبدا أي مظهر من مظاهر الشرك. روي الامام أحمد في المسند عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال
( اشترطت ثقيف علي رسول الله صلي الله عليه وسلم ان لا صدقة عليهم ولا جهاد, وأن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: سيتصدقون ويجاهدون. واستدل من ذلك الامام أحمد علي صحة الاسلام مع الشرط الفاسد ثم يلزم بشرائع الاسلام كلها. (5)
الفائدة الرابعة:-"
ان الله يعطي الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب ولا يعطي الدين الا لمن يحب"فرسول الله صلي الله صلي الله عليه وسلم يعطي أهل مكة من الغنائم –وهم حديثو العهد بالاسلام – تألفا لقلوبهم , بينما يمنعها عن اصحابه من الأنصار الذين آووه ونصروه وقاتلوا معه حين خذله قومه لما علم من قلوبهم التقوي ومحبة الله ورسوله وايثارهم ما عند الله علي المتاع الدنيوي، و حين سمع ما تفوه به بعض الأنصار من أن النبي صلي الله عليه و سلم يعطي أهله من مكة و يمنعهم، وعظهم موعظة بليغة أسالت منهم الدموع و طمأنهم أنه سيعود معهم الي المدينة و لن يبقي ببلدة المنشأ مكة بعد الفتح، وأخبرهم بأنه ستكون بعده أثره فأمرهم بالصبر حتي يلقوه علي الحوض، وقد نجح بذلك في تأليف قلوب أهل مكة الي الاسلام فمنهم الفاضل المجتهد كالحارث بن هشام وسهيل بن عمرو (وهو مبعوث قريش في اتفاقية الحديبية الذي كره الصحابة تعنته في بنود صلح الحديبية، و لكنه بعد وفاة النبي صلي الله عليه و سلم عصم الله به أهل مكة من الردة حين ارتد العرب حين و قف في قومه خطيبا طالبا منهم أن يتعظوا بغيرهم و ألا يكونوا أخر المسلمين و أول المرتدين) وحكيم بن حزام ومنهم خيار دون ذلك كصفوان بن أمية ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم أجمعين، بينما أسلم يوم الفتح رجال وثق رسول الله صلي الله عليه وسلم بنياتهم في الاسلام لله فلم يدخلهم فيمن أعطاه كعكرمة بن ابي جهل وجبير بن مطعم وعتاب بن اسيد رضي الله عنهم أجمعين.
وهذا يفيد ان العطاء الدنيوي من زينة الحياة الدنيا ليس هو علامة محبة الله تعالي للعبد وانما التوفيق الي اتباع شرائع الدين هو الكرامة الحقيقية وهو علاقة رضا الله عنه.
الفائدة الخامسة:-حرص النبي صلي الله عليه وسلم علي اعطاء فرصة القيادة للشباب الصالح:-
فقد أمر(بتشديد الميم) عتاب بن أسيد علي مكة وهو ابن احدي وعشرين سنة , فأقام بها أميرا حتي قبض رسول الله صلي الله عليه وسلم وثبته أبو بكر عليها كما ان النبي صلي الله عليه وسلم ولاه امارة أول حج في الاسلام في العام الثامن للهجرة وذلك لما لمسه فيه من الورع و التقوي، كما يتضح هذا المبدأ أيضا في تولية عثمان بن أبي العاص الامارة علي وفد ثقيف حين أسلموا وكان من أحدثهم سنا وذلك ان كان من احرصهم علي الفقه في الدين و تعلم القرآن .وهذا الحرص للافادة من قدرات الشباب و قوتهم وحماسهم، فهم يمتازون بقوة البدن وطهارة الجنان وحداثة العهد بالفطرة وهم أساس دعوة الاسلام فحين بعث الله نبيه بالحق حالفه الشباب من امثال عمار و صهيب وبلال و عمر و خالفه الشيوخ الذين قست قلوبهم من أمثال عتبه وشيبه ابني ربيعة والوليد بن المغيرة وأبي جهل وأبي لهب ، فالشباب هم الذين قامت بسواعدهم حضارة الاسلام الأولي وهم أمل الأمة في حاضرها و مستقبلها، كما ان اعطاء فرصة القيادة للشباب الصالح يعطيهم الثقة بالنفس والحافز لتنمية قدراتهم والتنافس في الخير ويعزز من انتمائهم لدينهم و وطنهم.
الفائدة السادسة:-
ان السلامة من ألسنة الناس غاية لا تدرك "كما قال الامام الشافعي رحمه الله.
فهذا هو رسول الله صلي الله عليه وسلم مبعوث الرحمة الالهية للعالمين وغاية العدل البشري يأتي من يتهمه بالظلم ويقول له "اعدل يا محمد"
والفائدة من هذا ان علي المرء اتباع الحق الثابت وسلوك سبيل المؤمنين راغبا في مرضاة مولاه بغض النظر عن موقف الأخرين منه وما يلوكونه بألسنتهم عنه، فهو لن يستطيع أن يرضي الناس جميعا كما انه لن يسلم من السنتهم علي اية حال.
الفائدة السابعة:-
أن التوكل علي الله لا ينافيه الاخذ بالأسباب:-فهذا رسول الله صلي الله عليه وسلم يعد العدة ويعقد الألوية ويرسل العيون للتجسس علي أحوال المحاربين ثم يتوكل علي الله تعالي عند القتال، وعند عودته يرد النصر الي الله تعالي فيقول "وهزم الاحزاب وحده" فيتعري من الحول و القوة ويرد الامر كله لمولاه.
الفائدة الثامنة:-ان شجاعة القائد تعطي الثقة للجنود المحاربين : فحين تولي عنه المحاربون ثبت النبي صلي الله عليه وسلم يواجه المشركين علي البغلة التي لا تصلح للكر ولا للفر وهو يصيح بالمسلمين أن يثبتوا وألا يتولوا فالتولي يوم الزحف من كبائر الذنوب – وطلب من العباس أن ينادي أقواما بعينهم يذكرهم فكان نتيجة ذلك أن رجعوا الي الميدان وقاتلوا حتي كتب الله لهم النصر.
الفائدة التاسعة:-
رحمته صلي الله عليه وسلم بالمسلمين:-فقد رحم أهل هوازن حين أتوه مسلمين فرد عليهم نسائهم وأبنائهم وهم اعز ما يملكون واستأذن في ذلك المسلمين فأذنوا له , ومن رفقة لشيبة بن ابي عثمان الذي أراد قتله ورحمته به حتي انصرف كأنه ولي حميم وصدق الله حين قال عن رسوله
"لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم"التوبة128
الفائدة العاشرة:
ان المشركين يكنون دائما الحقد للمسلمين:-فما ان ظهرت بوادر الهزيمة في بداية الحرب حتي انطلقت أفواههم بالبغضاء مثل "لن ترد هزيمتهم دون البحر"ومثل "بطل اليوم السحر"وما تخفي صدورهم أكبر.
وفي الغزوة من امارات نبوته صلي الله عليه وسلم :-
1-عصمة الله له وايصاله القبضة التي رمي بها الي عيون اعدائه علي البعد منه وبركته في القبضة التي ملأت أعين القوم .
2-علمه بما يدور في نفس شيبة واخباره له بما في نفسه مما لم يطلع عليه بشر.
***
من الفوائد الفقهية:-1- جواز استعارة الاسلحة من الكفار.
2- جواز وطء المسبيات ولو كن ذوات ازواج بشرط أن تحيض كل منهن حيضة واحدة أو أن تضع ذات الحمل حملها
3- أنه يجوز للامام أن ينفل بعض الناس ويمنع آخرين من الغنيمة للمصلحة