حوارات البابا

حوارات البابا

محمود سلطان | 28-09-2010 00:56

بدا البابا شنودة في حواره مساء أمس الأول 26/9/2010، مع التليفزيون المصري، وكأن المشكلة محصورة في إسلام كاميليا شحاتة أو بقائها على مسيحيتها.. واستغرب البابا أن يكون كل هذا "الهياج" بسبب هذه المسألة!
البابا أعاد تأكيده على أن السيدة كاميليا لم تسلم.. حسنا، وهذا ـ وكما قلت في مقال سابق ـ شأنها.. ولكن السؤال الذي لا يريد البابا الاجابة عليه ويتهرب منه كل مرة، هو : إذا كانت السيدة كاميليا على مسيحيتها فلم تعتقلها وتحبسها داخل الكنيسة وتصادر آدميتها وإنسانيتها وتحرمها من أن تعيش حياة طبيعية في النور وبين أهلها وزوجها وطفلها؟!
يا سيد شنودة المسألة ليست "مكلكعة" ولا محض هياج من أجل "شائعة" تكلمت عن إسلام أمراة.. وإنما هي بسيطة جدا وحلها عندك وحدك.. وهي أن تجيب على هذا السؤال: لم تحبس كاميليا وتخفيها وتخشى أن تخرج إلى الناس وتخالطهم بشكل طبيعي.. ثم نريد إجابة عن سؤال آخر: ما هو القانون بالدولة الذي خولكم سلطات أمنية وقضائية تجيز لكم اعتقال المواطنين وحبسهم والتفتيش في قلوبهم وضمائرهم وممارسة الاكراه البدني والديني عليهم لحملهم على تغيير معتقداتهم؟!
يا سيد شنودة.. أنت إلى الآن موقفك شديد الغرابة ومثير للدهشة ولم ينقذكم من هذه الورطة التي انزلقتهم إليها إلا أن تكون صريحا.. وتعترف وتدل الرأي العام على أماكن احتجاز الأسيرات لديكم، وتبادر بنفسك بتسليمهم إلى الدولة لإعادتهم إلى أهاليهم وذوويهم واخضاعهم للعلاج مما تعرضوا له من ترويع كنسي أشبه ما يكون بمحاكم التفتيش.. وأن تعتذر للدولة وللرأي العام المصري وللأقباط قبل المسلمين على سياسات الكنيسة في عهدكم وتعديها على سلطات الدولة وعلى أراضيها وكف أذى الكهنة والقساوسة المتطرفين عن المسلمين .. وتعيد الكنيسة إلى الدولة لتقوم الأخيرة بممارسة حقوقها الدستورية والقانونية تجاه رعاياها جميعا بدون فرز طائفي ، وبدون تهديد والتلويح باستدعاء "عصر الشهداء" لتخويفها وحملها على ترك الكنيسة تفعل ما تفعله بدون أية ولاية رسمية للدولة عليها.. وان تفتح الكنائس والأديرة للتفتيش الدوري تهدئة للخواطر الغاضبة من ضبط شحنة متفجرات هربها نجل قس كبير ببورسعيد .. هربها من الكيان الصهيوني!
ظهور البابا المتكرر على الفضائيات وعلى صفحات الصحف، بدون أن يجيب على كل هذه الأسئلة.. وبدون أن ينزل عند مطالب الرأي العام بالافراج عن أسيرات الأديرة.. والتعهد بعدم ملاحقة المتحولات مستقبلا، وإحالة من يفعل ذلك إلى القضاء لمحكمته على جريمتي الاختطاف والبلطجة.. بدون ذلك فإن ظهور البابا المتكرر لن يجدي نفعا ولن يحل المشكلة ولن يعيد للمقام البابوي هيبته واحترامه.. ولن يفلح في اخماد الفتنة التي صدرتها الكنيسة للدولة وللمجتمع.

http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=39872

جزاك الله خيرا

بارك الله فيك

» البابا وأبو إسلام وبيشوي
» البابا .. رمز الأزمة !
» البابا ووردة الحب الصافي!