العوا والمصري اليوم والبابا

العوا والمصري اليوم والبابا

محمود سلطان | 01-10-2010 19:24

عندما ابلغتني شخصية سياسية معروفة، بأن د. محمد سليم العوا سينشر في "المصري اليوم" مقالات ردا على حملة الترويع التي خاضتها الكنيسة ضده.. وبعد اطلاعي على المقال الأول، توقعت على سبيل القطع بأن الصحيفة لن تنشر له ما تبقى من مقالات.

فعلاقة الصحيفة بالكنيسة معروفة.. ويوجد رقيب قبطي بداخلها معروف بالإسم، يمارس دور رئيس التحرير، بل إنه ـ وكما صرح هو بنفسه في جلسات خاصة ـ صاحب الكلمة الفصل فيما ينشر بالصحيفة سيما ما يتعلق منه بالشأن الكنسي أو القبطي عموما.

وصدق ما توقعته.. وتراجعت "المصري اليوم" عن نشر مقال د. العوا.. ووصلتني تفاصيل ما جرى في مكتب رئيس التحرير، قبل أن تنشر الجريدة مبرراتها التي حملتها ـ كما زعمت ـ على مصادرة رأي الفقيه القانوني الكبير.

في الدهاليز بدأت بالادعاء بأن ضغوطا أمنية مورست عليها لمنع نشر المقال ثم تبين أنه ليس ثمة ضغوط ولا يحزنون.. حيث يظل د. العوا من أكثر الشخصيات توافقية وتلتقي عنده النقطة الوسط التي تجعله مرجعية مأمونة وعاقلة وحصيفة ولا تثير المخاوف.. ثم أدعى رئيس التحرير بأن المقال طويل ثم قرر في النهاية مصادرة المقال بدون ابداء أية أسباب.

مصادر حقوقية قريبة من الدكتور العوا، أكدت لي أنا شخصيا، أن الجلاد حاول يعلقها في رقبة الأجهزة الأمنية ليصادر المقال ثم ليصنع من نفسه صورة "البطل" التي تطارده جحافل الأمن المركزي.. فيما تبين لهم في النهاية أن "الممول الطائفي" هو الذي أمر عن طريق وكيله في الجريدة "الرقيب القبطي" الذي يحمل صفة صحفية بمنع المقال بدون ابداء أية أسباب.

الفضيحة خرجت من مكتب رئيس التحرير، لتصل إلى كتاب محترمين مثل الزميل الأستاذ بلال فضل والذي هدد بالاعتذار عن مواصلة كتابة زاويته اليومية "اصطباحة" احتجاجا على هذه المطاردات الكنسية التي نظمتها "كهنة الصحافة" في المصري اليوم لمقالات العوا.

المشكلة ـ هنا ـ أن فرق الاغتيالات الصحفية بالجريدة، أطلقت رصاص المصادرة باسم "الدفاع عن الوطن".. رغم أنها هي التي شاركت في اشعال الحرائق الطائفية عندما نشرت كل بذاءات بيشوي وشتائمه التي وجهها للمسلمين المصريين.. فيما حرصت بحسم على أن لا يكون هناك معقب على كلامه الذي فخخ الأمن القومي المصري الذي تدعي المصري اليوم بأنها صادرت مقال العوا من أجل الحفاظ عليه!

المدهش أن البابا شنودة كذب المصري اليوم صراحة وأهانها بكل وضوح في حواره الذي دافع فيه عن بيشوي وأتهم االمصري اليوم بأنها كاذبة.. في حين لم يصدر من الجريدة أي تعقيب.. رغم أن رئيس تحريرها لم يترك فرصة إلا ويهاجم خصومه في المهنة، إلى حد انه انتحل صفة نجل الرئيس مبارك "جمال" وكتب مقالا باسمه في عموده "صباح خير" حين شرع في "تأليب" جمال مبارك وتحريضه على عبد الله كمال.

من حق رئيس تحرير المصري اليوم أن يتبنى منطق الارهاب القبطي المتطرف الذي

.. يعتبر البابا خطا أحمر.. حتى لو شتم المصري اليوم وأهانها.. غير أنه ليس من حقه أن يعتبر "البابا شنودة" جزءا أصيلا من الأمن القومي المصري.. أو أهم منه وأولى منه بالحماية والدفاع عنه إلى حد قصف أقلام كل من يتجرأ على نقد عناد قداسته وتورطه في استفزاز المسلمين.

http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=40086

جزاكم الله خيرا وجعلة فى ميزان حسناتك

تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال

» حالة سخط واسعة بعد قرار ساويرس وقف مقالات سليم العوا بالمصري اليوم
» ملمحًا لمنع مقاله بـ "المصري اليوم".. ساويرس: العوا ليس بدكتور ولا مفكر ومقالاته لا تعجبني.. والأنبا بيشوي كان هدفه التقريب بين الأديان
» الكنيسة تنظم حملة ضد "العوا" وتستعدي القيادة السياسية عليه